واعذابي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن لا ندعي الرقي بل نسعى اليه ..


3 مشترك

    تائب اختصمت فيه ملائكة السماء

    avatar
    جروح الإمارات
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 10
    تاريخ التسجيل : 29/05/2009

    تائب اختصمت فيه ملائكة السماء Empty تائب اختصمت فيه ملائكة السماء

    مُساهمة من طرف جروح الإمارات السبت مايو 30, 2009 11:02 am

    قصة تهزّ الوجدان
    قصة من أحسن القصص
    ومن أصحّ القصص
    ما خطتها يد كاتب
    ولا تدخّلت فيها أيدي القصاص .
    هذه القصة لرجل أساء بل بالَغ في الإساءة
    وظلم وتجاوز الحدّ في الظُّلم
    أسرفَ على نفسِه . أساء وتعدّى وظلم .
    كأني انظرُ إليه ... يقطُرُ سيفَه دما .
    قد أحاطت به خطيئتُه .
    قلبُه يهزأُ بالصخر قساوةً .
    ومحاجِرُه قد تحجّرتْ .
    فلا قلبُه يَخشع ، ولا عينُه تدمع .
    وقد استعاذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من قلبٍ لا يخشع . كما عند مسلم .

    أما الرجل صاحب القصة فرجلٌ من بني إسرائيل .
    خطيئتُه كُبرى . وجريمتُه نُكرى .

    فما خطيئتُه ؟
    وأيُّ ذنبٍ ارتكبَه ؟
    وأيّ جُرمٍ أتى به ؟

    لقد سَفَكَ الدّمَ الحرام بغير حِلِّه .
    وأزهق أنفُساً بريئة .
    أتُرونَهُ قتلَ نفساً ؟
    لا .
    قتلَ عشراً ؟
    لا .
    لا والله بل قتلَ تسعةً وتسعينَ نفساً .

    ما أبشعـه من جُرم ! . وما أعظمها من خطيئة !

    لكنّه أحسَّ بالنّدم . وشَعَرَ بخطورةِ الأمر . وبفَدَاحةِ الخَطْب ، فردّدَ : هلْ لي من توبة تساءل ، وكـرّرَ السؤال .

    فدُلَّ على غيرِ دليل ، دُلَّ عابدٍ ما استنار بنور العِلم . فتعاظمَ الخطيئةَ وحَجّرَ واسعاً ، فحجّر رحمة الله التي وسعت كلّ شيء . فقال : لا . أبعدَ قتلِ تسعةً وتسعينَ نفسا ، ليس لك من توبة .
    فما كان منهُ إلا أن استلَّ سيفَه ، وأطاحَ برأسِه . فأتمَّ به المائة .
    وعلى نفسِها جَنَتْ بَراقِش !!

    غير أن السّؤالَ ما زالَ يترددُ صَدَاه ، ويهتفُ به .
    فأعادَ السؤال وكرّره : هل لي من توبة ؟

    فدُلَّ على عالمٍ قد أنارَ اللهُ بصيرتَه ... قد استنار بنورِ العِلم .
    فقال العالِم : نَعَمْ .
    وقد كان هذا الجواب كافياً ، إذ هو على قدر سؤاله .
    ولكن كعادة العلماء الربانييين يُشخّصون الداء ، ويصفون الدواء ، ويُفْتُون السائل ويُرشِدون الضال .
    فقال له :
    نعم . وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التّوْبَةِ ؟
    ثم زاده في الدلالة والإرشاد فقَال لـهُ : انْطَلِقْ إِلَىَ أَرْضِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنّ بِهَا أُنَاساً يَعْبُدُونَ اللّهَ فَاعْبُدِ اللّهَ مَعَهُمْ ، وَلاَ تَرْجِـعْ إِلَىَ أَرْضِكَ ، فَإِنّهَا أَرْضُ سَوْءٍ .

    فانطلق الرَّجُل . لا يلوي على شيء . تحمِلُه النِّجاد . وتحطُّه الوِهاد . يُسارعُ الخُطى ويحُثُّ السير . يُريد أرضَ الخير .

    فلما انَتَصَفَ الطّرِيقُ دنا الأجل ، وأَحسَّ بالْمَوْتِ ، فنأى بِصَدْرِهِ شوقاً لتلك الدِّيار التي سمِع بـها ولم يَرَها . غيرَ أن الأجلَ كان أسرع ، فوافته المنيّة .

    فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ . فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ : جَاءَ تَائِباً مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَىَ اللّهِ . وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ : إِنّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْراً قَطّ . فأوحى الله إلى هذه أن تقـرّبي ، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي . فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيَ . فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ . فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ . فَإِلَىَ أَيّتِهِمَا كَانَ أَدْنَىَ ، فَهُوَ لَهُ . فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَىَ إِلَىَ الأَرْضِ الّتِي أَرَادَ بمسافة شبر واحد . فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ

    لقد أقبلَ على الله فأقبلَ اللهُ عليه . بل خَرَقَ لأجْلِهِ نواميسَ الكونِ ، بتباعدِ أرضٍ وتقارُبِ أخرى . وأنزلَ مَلَكاً يَحْكُمُ في قضيّته .

    أيُّ قُربةٍ تقرّبَ بـها ذلك الرَّجُل ؟ وما العملُ الذي قدَّمه ؟
    لقد تقرّبَ إلى الله بتوبةٍ نصُوح .
    أتَرونَ اللهَ يفرحُ بتوبةِ عبده وهو سبحانه الغني عن العالمين ، وعباده هم الفقراء إليه ؟

    قال عليه الصلاة والسلام : للهُ أشد فرحابتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضِ فلاةٍ ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فآيس (يأس) منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد آيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بـها قائمةً عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح . رواه مسلم .
    فأيُّ فضلٍ يتفضّلُ به ملِكُ الملوك على عبدٍ أساء وبالغَ في الإساءة . ثم أقبل فأقبلَ اللهُ عليه .

    أما هذه القِصّةُ فأصلُها في الصحيحين من حديثِ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه .


    بقلم : عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    واعذابي
    واعذابي
    Admin


    عدد المساهمات : 93
    تاريخ التسجيل : 04/05/2009
    العمر : 31
    الموقع : دآر حكمهآ خليفــه ~

    تائب اختصمت فيه ملائكة السماء Empty رد: تائب اختصمت فيه ملائكة السماء

    مُساهمة من طرف واعذابي الأحد مايو 31, 2009 3:36 pm

    اللهم اسألك حسن الخاتمه ..~

    تسلمين اختيه ع القصه المفيده

    جزيتي خيراً..
    عذبة المعاني
    عذبة المعاني
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 95
    تاريخ التسجيل : 05/05/2009
    العمر : 31
    الموقع : دار الظبي

    تائب اختصمت فيه ملائكة السماء Empty رد: تائب اختصمت فيه ملائكة السماء

    مُساهمة من طرف عذبة المعاني الإثنين يونيو 01, 2009 3:42 am

    تسلمييين خيتووو ع القصة

    (اللهم انا نسألك حسن الخاتمه )

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 12:45 am